أعلن فريق مركز الحفريات الفقارية التابع لجامعة المنصورة بمصر، عن اكتشاف حوت عاش منذ أكثر من 41 مليون سنة، ووفقاً للدراسة البحثية التي نشرها الفريق المصري في دورية “كوميونيكيشنز بيولوجي” العلمية التي تندرج تحت مؤسسة “نيتشر” فإن حفريات الحوت الجديد وُجدت في متكون وادي الريان بمحافظة الفيوم، ويعد هذا الحوت الجديد أقدم أسلاف الحيتان التي تعتبر مائية المعيشة والتي تطورت بعد ذلك مع مر الزمان لتصبح أسلاف برمائية، فما هي قصة ذلك الحوت؟ نتعرف سويًا إلى الإجابة في هذا المقال.
لماذا ارتبط اسم الحوت باسم الملك توت عنخ آمون؟
أطلق الفريق المصري اسم “توتسيتوس رياننسيس” على الحوت، والجزء الأول من الاسم يُنسب إلى الملك المصري توت عنخ آمون؛ أحد ملوك الأسرة القديمة الثامنة عشر وقد حكم هذا الملك مصر منذ عام 1334 إلى 1325 ق.م.
وقد سمي الحوت على اسم الملك المصري القديم لأن كلامها ماتا في عمر الصبا، ولأن الحوت تربع على عرش قمة السلسة الغذائية وكان ملكاً للمنطقة تماماً مثل توت عنخ أمون، وإلى جانب هذا وذاك هناك الاحتفال بالافتتاح القريب للمتحف المصري الكبير الذي سيعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، أما الجزء الثاني من اسم الحوت فيُنسب إلى متكون وادي الريان الجيولوجي بمدينة الفيوم.
قصة الاكتشاف المصري الكبير
ثمة ملحمة عالمية كبرى تدور على أرض مصر وتتجسد في الاكتشافات المصرية الأخيرة بعلم الأحافير، فمنطقة وادي الريان بمحافظة الفيوم التي تضم وادي الحيتان كانت في يوم من الأيام بحر تيثي العظيم والذي غمر منطقة شمال إفريقيا منذ حوالي 40 مليون سنة، وتشتهر منطقة وادي الريان بوجود حفريات الحيتان التي كانت تسكن في تلك المنطقة؛ فمن المعروف أن الحيتان كانت تعيش قديماً في البحر ثم انتقلت لتعيش في اليابسة وبعدها عادت إلى المياه مرة أخرى، وقد شكل هذا الانتقال الغريب ألغازاً كبيرة للعلماء.
ماهي مواصفات الحوت الذي تم اكتشافه حديثًا؟
وفقاً للدراسات البحثية التي أجراها الفريق المصري يبلغ طول الحوت 2.5 متر ويزن حوالي 187 كيلو جرام، وبهذه الأرقام فهو يعد الأصغر حجماً بين أفراد عائلته الذين تم اكتشافهم حول العالم في وقت سابق، وينتمي الحوت إلى عائلة “الباسيلوصورات” وهي من الحيتان المنقرضة التي عاشت بجميع قارات العالم، وقد اتضح من الدراسات التي أجريت أن الحوت المكتشف حديثاً كان يملك نمطًا فريدًا من الأسنان التي تمكن من خلالها من استكشاف بيئات بحرية متنوعة وإلى جانب صغر حجمه فإن هذا الأمر يشير إلى نمط حياة متطور للغاية وربما يفسر سبب نجاح عائلة الباسيلوصورات وقدرتها الفائقة في التفوق على باقي أسلافها من الحيتان البرمائية.
حيتان وادي الريان في الفيوم
تعد هذه الدراسة التي اكتشفت الحوت المصري الجديد هي الثانية من نوعها، وذلك بعد الدراسة التي أجريت خلال عام 2021 ونُشرت في مجلة “بروسيدنجز أوف ذا رويال سوسايتي بي” العلمية وقتذاك تم اكتشاف حوت “فيوميسيتوس أنوبيس” الذي كان يبلغ طوله 4 أقدام ويزن أكثر من نصف طن، ويعتقد الباحثون المصريون أن هذه الاكتشافات تعد مفتاحاً من أجل الإجابة عن الكثير من الأسئلة المستقبلية خاصة وأن كل طبقة من طبقات صخور مصر وبخاصة صخور عصر الأيوسين تحتوي على الكثير من الحفريات القديمة التي تقدم لنا اكتشافات مذهلة تدل على التغير المناخي وقدرة الحيوانات على التكيف وأشكالها المختلفة ومسارات هجرتهم.