ناتاليا كوزنتسوفا هي أنجح وأشهر لاعبة كمال أجسام في العالم، حصلت على الكثير من البطولات العالمية وحطمت العديد من الأرقام القياسية، وبالإضافة إلى انتصاراتها المهنية المذهلة فإن قصة حياتها ملهمة بشكل لا يصدق؛ فهذه المرأة القوية مرت بالكثير جدًا من الصعاب وحتى اختيارها لرياضة كمال الأجسام جلب لها الكثير من المتاعب، ومع ذلك ظلت ناتاليا ملتزمة وسعت وراء شغفها الأكبر: كمال الأجسام ورفع الأثقال.
تعرضها للتنمر في الطفولة جعل منها بطلة رياضية
ولدت ناتاليا في 1 يوليو 1991 قبل تفكك الاتحاد السوفيتي بأشهر قليلة في مدينة تشيتا الروسية عاصمة إقليم البايكال، وفي صغرها كانت طفلة نحيفة للغاية ولهذا كانت تتعرض للتنمر في المدرسة من زملائها، فيما بعد ضاقت ناتاليا ذرعًا بالمضايقات التي تتعرض لها كل يوم ولذلك قررت أن تذهب إلى النادي الرياضي، ومن هناك بدأت رحلتها في عمر الرابعة عشر نحو كمال الأجسام، وبعد عامين فقط من دخولها إلى حلبة النادي الرياضي فازت بلقب بطلة منطقة زابيكالي في رفع الأثقال؛ تقول ناتاليا أنها في هذه اللحظة كانت فخورة للغاية بنفسها لأنها تحولت من “الفأر الصغير الخجول” إلى بطلة رفع أثقال.
تقضي ناتاليا وقتًا ممتعًا في صالة الألعاب الرياضية
بفضل بنيتها البدنية القوية تمكنت ناتاليا من تحقيق شهرة واسعة في عالم الرياضة؛ حيث يبلغ طولها 1.524 متر، أما كتلتها العضلية فتصل إلى حوالي 18.5 بوصة، بينما يبلغ محيط ساقيها 28.3 بوصة، وهذه الأرقام كفيلة بتحويل أي شخص يقف إلى جانب ناتاليا إلى طفل صغير، وفي هذا السياق تقول ناتاليا أنها بفضل بنيتها الجسدية شاركت في الجيش، وفي حوار تلفزيوني لها ذكرت أنها تقضي وقتًا ممتعًا للغاية في صالة الألعاب الرياضية.
شغف كبير ورياضة مكلفة للغاية
على الرغم من كونها اللاعبة الأشهر والأقوى عالميًا في مجال كمال الأجسام ورفع الأثقال إلا أن ناتاليا تقول بأنها تعاني من مشاكل مالية لأن رياضتها تحتاج إلى الكثير من المال، هذا بالإضافة إلى تدريبها اليومي والسفر المتكرر للمسابقات الذي استهلك معظم أرباحها.
رياضة كمال الأجسام لا تحظى بشعبية كبيرة في روسيا
لم تجد ناتاليا الدعم الرياضي اللائق بها لأن رياضة كمال الأجسام رفع الأثقال لا تحظى بشعبية كبرى في روسيا خاصة للسيدات، وعليه فقد قررت أن تعتمد على نفسها في كسب رزقها حتى تتمكن من ممارسة رياضتها المفضلة، وفي هذا السياق قررت ناتاليا أن تربح من الإنترنت؛ حيث قررت أن تبيع جلسات Skype لمتابعيها مقابل 7 دولارات في الدقيقة، كما باعت أيضًا مقاطع فيديو للتدريب مقابل 5 دولار في الدقيقة.
ناتاليا تتعرض للتنمر الإلكتروني
حين كانت ناتاليا تجوب على النوادي الرياضية بحثًا عن دعم لها، وحين كانت تسافر مسافات طويلة من أجل المسابقات، قررت في لحظة يأس أن تلجأ إلى الإنترنت، لكنها لم تكن تعلم أنها فتحت على نفسها باب الجحيم؛ فبعد أن قامت ناتاليا بتحميل صورها ومقاطع الفيديو للتدريبات التي تقوم بها انهالت عليها التعليقات السلبية والمسيئة، في البداية انهارت ناتاليا من تلك التعليقات وتوقفت عن نشر صور لها على كل مواقع التواصل الاجتماعي ولكنها في النهاية رأت أن كل الذين يكتبون التعليقات السلبية جبناء يختبئون خلف الشاشات، وإذا واجهوها في الشارع غالبًا سيخافون من مجرد النظر إليها، لهذا قررت أن تستكمل طريقها ولا تلتفت للمحبطين.