لا شك أن جائحة كورونا تسببت في حدوث أضرار كبيرة للاقتصاد العالمي خاصة في سياسات الموازنة وأنشطة البنوك المركزية والأسواق المالية، وفيما يخص الاستثمار فقد انهار بشدة خلال عام 2020 خاصًة في اقتصادات البلدان الصاعدة والبلاد النامية، ولكن بداية من عام 2021 ثمة تحسن طفيف حرك الماء الراكد في الاقتصاد العالمي، سنستعرض معكم نظرة سريعة على الأسواق
العالمية خلال النصف الأول من عام 2021 في هذا المقال:
سوق النفط الخام
وفقًا لبيانات منظمة الدول المصدرة للنقط “أوبك” فقد ارتفع الطلب العالمي على النفط خلال النصف من عام 2021، وبسبب تحسن ميزان العرض والطلب ارتفعت أسعار النفط حيث وصلت لسعر 75 دولار للبرميل الواحد، وبالنسبة للمستقبل فقد توقعت أوبك استمرار الطلب العالمي على النفط وذلك تداركًا للوقت الضائع الذي سببته الجائحة، إذ يتواصل الطلب على النفط من قبل الدول المتقدمة بسبب وقود الطائرات التي بدأت تتحرك بعد أن توقفت بسبب الجائحة.
لقاح فيروس كورونا
تسارعت جميع دول العالم للحصول على لقاحات فيروس كورونا؛ وفي مؤشرات الأسواق العالمية هناك أربع دول عربية جاءت في مقدمة الدول التي حصلت على اللقاح؛ هذه الدول هي الإمارات ولبنان والأردن والسعودية، حيث كان مؤشر أبو ظبي الأكثر ارتفاعاً في السوق العالمي تلاه مؤشر سوق لبنان العالمي وذلك على الرغم من كل الأزمات الطاحنة التي يمر بها الاقتصاد اللبناني خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت؛ إذ تعاني البلاد من معدلات تضخم لم يسبق لها مثيل، هذا بجانب الانهيار الصارخ للعملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي.
بعد المؤشر اللبناني جاء المؤشر السعودي ثم الأردني، أما بالنسبة للدول الأكثر انخفاضًا في السوق العالمي فقد احتلت فنزويلا المرتبة الأولى حيث يعاني الاقتصاد الفنزويلي من حالات ركود كبيرة هذا بالإضافة إلى تراجع شديد في القوة الشرائية. بعد فنزويلا تأتي كولومبيا في المركز الثاني وفي القائمة نفسها تحضر مصر وماليزيا وتركيا.
عدد الأسهم المتداولة
أما فيما يتعلق بعدد الأسهم المتداولة في الأسواق المالية العربية فقد ارتفعت في النصف الأول من عام 2021 حيث أن هناك 11 بورصة عربية شهدت ارتفاعات ملحوظة وهي مصر وأبوظبي وسلطنة عمان والكويت وعمّان والبحرين وسوريا ولبنان والمغرب وفلسطين والجزائر، وقد تصدرت أسواق الإمارات ومصر وسلطنة عمان قائمة البورصات العربية المرتفعة.
الاستثمار الأجنبي في الأسواق المالية العربية
على صعيد الاستثمار الأجنبي في الأسواق المالية العربية فقد ارتفع هذا الاستثمار الأجنبي انعكاسًا للتحسن الذي شهدته الأسواق المالية العربية، وقد حققت كل من السعودية وقطر والبحرين والإمارات أكبر معدلات تدفق للاستثمارات الأجنبية في النصف الأول من عام 2021، في حين حققت دولًا أخرى معدلات جيدة مثل الأردن والمغرب وتونس، أما فيما يخص الأسواق المالية المصرية والكويتية فقد سجلت تدفق سالب حيث خسرت تلك البلاد استثمارات أجنبية كبرى؛ إذ خسرت مصر حوالي 3 مليون دولار أمريكي في حين خسرت الكويت 100 مليون دولار.
القيمة السوقية للأسواق المالية العربية
سجلت 14 بورصة عربية ارتفاعاً في القيمة السوقية وجاءت المملكة العربية السعودية في مقدمة البورصات العربية التي شهدت انتعاشًا ملحوظًا لتأتي بعدها القائمة على الترتيب التالي؛ دبي وبيروت والأردن وسلطنة عمان وأبو ظبي وقطر والمغرب والجزائر ومصر وتونس وفلسطين وسوريا، وفي المقابل سجلت بورصتين عربيتين انخفاضًا ملحوظًا وهما البحرين والخرطوم، وتشير البيانات الاقتصادية إلى أن أداء الأسواق المالية العربية خلال النصف الأول من عام 2021 جاء متوافقًا بشكل كبير مع أداء الأسواق المالية للدول المتقدمة.