نعيش حاليًا في ظل عالم يتغير باستمرار ولا تحكمه قواعد محددة، وفي ظل هذا العالم تحديدًا برزت إيلا هاليكاس بصفتها داعمة لإيجابية الجسد، والثقة بالنفس، والتعبير الأصيل عن الذات. وتُعدّ رحلتها من مؤثرة عبر تيك توك إلى عارضة أزياء طموحة، ثم نجمة في مجلة شهيرة، وشخصية بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي، دليلًا على عزمها الراسخ ورسالتها القوية في حب الذات. ومن خلال حضورها على الإنترنت، لم تكتفِ هاليكاس ببناء مسيرة مهنية ناجحة فحسب، بل بنت أيضًا مجتمعًا مترابطًا بعمق يدعم التنوع ويتحدى معايير الجمال التقليدية.
تعد إيلا هاليكاس من أصول يونانية أمريكية
وُلدت إيلا هاليكاس ونشأت في مدينة بكاليفورنيا، وهي من أصول يونانية أمريكية. تربّت خلال سنوات نشأتها الأولى على تعاليم الديانة الأرثوذكسية اليونانية، وشهدت حياتها المبكرة — كغيرها من النساء — مواجهة ضغوط معايير الجمال المجتمعية.
وعلى الرغم من كونها فتاة رياضية تمارس رياضات مثل كرة القدم، والسباحة، وكرة السلة، والرقص لسنوات عديدة، فإنها أكدت أنها عانت لسنوات طويلة من فقدان الثقة بنفسها، خاصةً عندما بدأت تكتسب المزيد من الوزن في المدرسة الثانوية. تابعت إيلا تعليمها العالي بدايةً في جامعة ولاية واشنطن، قبل أن تنتقل إلى جامعة هاواي في مانوا، حيث تخرجت عام 2019.
خلال فترة وجودها في هاواي، كانت تلتقط الصور على الشاطئ كثيرًا، وهناك بدأت تلفت الانتباه بثقتها الطبيعية وحضورها، مما دفع أصدقاءها إلى اقتراح دخولها مجال عرض الأزياء.

مسيرة إيلا هاليكاس المهنية
بدأ مسار هاليكاس المهني في عام 2020، حيث كانت تعمل في مقهى. وفي ظل حالة عدم اليقين التي أحدثتها جائحة كورونا، فقدت وظيفتها كنادلة في سان فرانسيسكو. وهنا، دفعتها هذه اللحظة المحورية إلى الانتقال إلى لوس أنجلوس لتحقيق طموحاتها في عرض الأزياء ووسائل التواصل الاجتماعي. اكتشفها وكيل عروض أزياء عبر إنستغرام، وهو الأمر الذي يُثبت قوة المنصات الرقمية في اكتشاف المواهب الجديدة.
تضمنت أبرز إنجازاتها المهنية المبكرة الظهور في إعلانات لشركات تجارية وسناب شات. ويمكن القول إن سعيها الدؤوب لتحقيق حلمها هو أهم ما ميّزها؛ إذ تعرضت للرفض من قبل الكثير من دور الأزياء لمدة ثلاث سنوات متتالية. ولكن في نهاية المطاف، أثمر إصرار هاليكاس عندما ظهرت أخيرًا في العدد المرموق من مجلة سبورتس إليستريتد لملابس السباحة عام 2021 بعدسة يو تساي. لقد كان هذا إنجازًا هائلًا، ليس فقط لها شخصيًا، بل للحركة الأوسع نطاقًا نحو شمولية المقاسات في مجال صناعة الأزياء.

إيلا هاليكاس ترسّخ صوتها للدفاع عن إيجابية الجسم
إلى جانب نجاحها المهني وظهورها على صفحات المجلات، رسّخت هاليكاس مكانتها كصوت مؤثر على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصةً على تيك توك وإنستغرام. وقد حصدت قاعدة جماهيرية واسعة بسبب مشاركة رحلتها في حب الذات والدعوة إلى الإيجابية تجاه الجسد؛ إذ تُلقّب بـ”رئيسة الثقة”، وتستخدم منصاتها لمشاركة محتوى تحفيزي، ولمحات من وراء الكواليس عن مسيرتها في عرض الأزياء، ومغامرات السفر، ونصائح لتعزيز حب النفس.
وتتحدث إيلا بصراحة عن التحديات التي واجهتها، خاصةً حين كانت طالبة في المدرسة، وحين تركت العمل في المقهى وغادرت موطنها بحثًا عن حلمها. ويمكن القول إن شفافيتها بشأن صراعاتها الشخصية — خاصةً فترة الإفراط في تناول الطعام وأنماط التفكير غير الصحية — تلقى صدىً عميقًا لدى جمهورها، وتعزز رسالتها بأن الثقة الحقيقية بالنفس تنبع من الداخل.

شاركت إيلا هاليكاس في إطلاق خط ملابس سباحة بمقاسات كبيرة
استغلت هاليكاس نفوذها لإحداث تغيير ملموس، حيث تعاونت مع الشركة الكندية “بيبلز آند بالمز” لإطلاق خط ملابس سباحة بمقاسات كبيرة، بهدف توفير خيارات أنيقة تعزز الثقة بالنفس للنساء من جميع الأحجام. وتعكس هذه المبادرة التزامها بتغيير معايير الجمال التقليدية، وتحدّي فكرة وجوب تغطية الأجسام الكبيرة.

حياة إيلا الشخصية
تُشارك إيلا هاليكاس بشكل رئيسي جوانب من حياتها المهنية ورسالتها حول إيجابية الجسد. ومن وقت إلى آخر، تشير إلى حياتها الشخصية، حيث تؤكد أن عائلتها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهويتها. فهي فخورة جدًا بتراثها اليوناني الأمريكي، وتوضح أنه أسهم في تشكيل شخصيتها وأثرى تجربتها.
ابنة عمها، إليانا ماسون، لاعبة كرة هدف بارزة، تعكس ارتباطها العائلي بالإصرار وكسر الحواجز في مختلف المجالات. وبينما تُحافظ هاليكاس عادةً على خصوصية تفاصيل عائلتها المباشرة، فإن أساس ثقتها بنفسها القوية ونهجها الأصيل يشيران إلى بيئة داعمة سمحت لها بالازدهار.Tools
