مؤخرًا، أثارت الكثير من الضجة بسبب الفيلم الذي أنتجته شبكة نتفليكس عن الملكة كليوباترا، وكرد فعل على هذا الفيلم رفع مجموعة من المحامين المصريين دعوى قضائية مطالبين بحظر الفيلم الوثائقي الذي يجسد الملكة كليوباترا على هيئة امرأة سمراء تنحدر من أصول أفريقية وهو ما يعد تزويرًا متعمدًا للتاريخ، ومع اشتعال الصراع بين علماء الآثار والمحامين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي نلقي الضوء على أهم الآثار التاريخية العربية المنهوبة، حيث أن الأمر لم يعد يقتصر على سرقة الآثار العينية ولكن الأمر امتد لسرقة التاريخ نفسه.
تمثال نفرتيتي
عُثر على تمثال الملكة المصرية نفرتيتي خلال عام 1912 من قبل فريق تنقيب أجنبي أجراه عالم المصريات الألماني لودفيج بورشاردت في مدينة المنيا المصرية، وفي عام 1913 وصل التمثال إلى العاصمة الألمانية برلين، وقد وُصف هذا التمثال بكونه يجسد أجمل امرأة في برلين، وعلى الرغم من كل المحاولات المصرية المستمرة لاستعادة التمثال إلا أنها جميعًا باءت بالفشل ولا زال التمثال يقبع داخل صندوق زجاجي في متحف برلين الجديد.
بوابة عشتار
بُنيت بوابة عشتار في الأصل ببابل القديمة من الطوب الأزرق المزين بنقوش من الثيران والأسود، وسُميت البوابة بهذا الاسم تيمنًا بعشتار إلهة الخصوبة والحب في بلاد ما بين النهرين، وكانت البوابة قطعة معمارية متكاملة جسدت البوابة الثامنة لدخول بابل، وعلى مر القرون تفككت البوابة ولكن عالم الآثار الألماني روبرت كولدوي عثر على ما تبقى منها، ومن ثم وصلت تلك القطع الأثرية إلى ألمانيا، ومنذ عام 2002 تطالب الحكومة العراقية بإعادتها رسميًا، لكن دون جدوى، جدير بالذكر أن قطع البوابة لا توجد داخل أروقة متحف بيرغامون في برلين فحسب ولكنها تتوزع على متاحف أخرى مثل متحف اللوفر ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.
حجر رشيد
خلال عام 1799 استطاع المستشرق الفرنسي شامبليون فك رموز حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر وبعد أن خرج الفرنسيون أخذوا الحجر معهم وبعد ذلك وصل الحجر إلى بريطانيا بعد هزيمة نابليون بونابرت على يد بريطانيا عام 1815، جدير بالذكر أن عمر حجر رشيد يتجاوز الـ 2200 عام، وفي أواخر عام 2022 أثار عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس ضجة كبرى في الصحافة الدولية كما حث رؤساء المتاحف الفنية من أجل التوقيع على التماس لإعادة القطع المصرية المنهوبة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
زودياك دندرة
استُخرجت هذه القطعة الفنية البديعة من سقف معبد حتحور في دندرة بالأقصر، باستخدام المتفجرات، وهذه القطعة الفنية تجسد خريطة دائرة لتركيبات الأبراج، وخلال عام 1977 وأثناء الحملة الفرنسية على مصر رسم الفنان الفرنسي فيفانت دينون شكلًا تخطيطيًا للخريطة السماوية، وأُخرجت تلك القطعة من مصر مع الفرنسيين وتقبع حاليًا داخل متحف اللوفر الفرنسي.
تمثال حم ايونو
حم ايونو هو وزير ومهندس مصري قديم ويعد مهندس الهرم الأكبر بالجيزة حيث يقع قبر فرعون الأسرة الرابعة خوفو، وقد عَثر عالم الآثار الألماني هيرمان يونكر على التمثال خلال عام 1912، وحاليًا يقبع تمثال الوزير المصري العبقري بمتحف Pelizaeus في هيلدسهايم بألمانيا.
لوح جلجامش
على خلال كل الآثار السابقة تمكنت العراق من استعادة لوح جلجماش الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 3600 عام وذلك نتيجة للمفاوضات الدبلوماسية بين العراق والولايات المتحدة؛ جدير بالذكر أن ذلك اللوح سُرق من العراق أثناء حرب الخليج عام 1991 وهو عبارة عن ملحمة شعرية سومرية يمكن اعتبارها واحدة من أقدم الأعمال الأدبية الشعرية.