على مدى السنوات العشر الماضية، ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عامًا في 24 دولة مختلفة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا والنرويج والأرجنتين؛ وبينما يعتقد الكثير من الأشخاص أنهم سيقضون فترة شبابهم في تكوين صداقات جديدة والسفر حول العالم، أو تحقيق أحلامهم المهنية، فإن آخر شيء يضعونه في أذهانهم هو الإصابة بمرض السرطان، ولكن لماذا انتشر هذا المرض بين فئة الشباب، ولماذا زادت نسبة المصابين به؟ الإجابة في هذا المقال.
ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة بسبب العادات الغذائية الخاطئة
يشير بعض الباحثين إلى أن زيادة خطر الإصابة بمرض السرطان تحدث بسبب ارتفاع معدلات السمنة على مدى العقود القليلة الماضية، والذي يرتبط بخطر الإصابة بالسرطان في مرحلة مبكرة، وعلى صعيد متصل، فإن التغيير في العادات الغذائية، وخاصة زيادة استهلاك الأطعمة المعالجة، وأنماط الحياة المستقرة، ترتبط أيضًا بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان.
العوامل البيئية
العوامل البيئية قد تلعب دورًا أيضًا، مثل المواد المسرطنة التي يتم إطلاقها في الهواء والماء وإمدادات الغذاء؛ حيث يؤكد العديد من الأطباء إن التعرض للسموم في البيئة وفي السلع اليومية، بما في ذلك الفثالات الموجودة في مستحضرات التجميل ومنتجات الشعر والفورمالديهايد في مواد البناء، يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى المرضى الأصغر سنًا – وخاصة إذا حدث التعرض في نقاط محورية في حياة الشخص.
دور ميكروبيوم الأمعاء في تطور السرطان
إن كل شيء بدءًا من ما تأكله وحتى الأدوية التي تتناولها يمكن أن يؤثر على صحة ميكروبيوم أمعائك، لذا فمن المحتمل أن يكون لجوانب النظام الغذائي الحديث أو الاعتماد المفرط للنظام الطبي على المضادات الحيوية تأثيراً في الإصابة بالسرطان.
خطر الإصابة بسرطان المعدة وسرطان المريء
يعتبر سرطان المعدة وسرطان المريء، مثل سرطانات القولون والمستقيم، من أمراض الجهاز الهضمي.
وتشير النتائج إلى أن ميكروبيوم شخص ما – الكائنات الحية الدقيقة التي تطفو في الجهاز الهضمي – يؤثر على خطر الإصابة بالسرطان، إما بسبب التغييرات الناجمة عن سوء التغذية، أو عوامل نمط الحياة مثل التدخين وشرب الكحول، أو زيادة كبيرة في استخدام المضادات الحيوية في العقود الأخيرة.
تشمل بعض عوامل الخطر لسرطان المريء المبكر التدخين والسمنة ومرض الارتجاع المعدي المريئي، ويعتبر الإفراط في تناول الكحول عامل خطر لجميع سرطانات المعدة، بما في ذلك الحالات المبكرة.
كيف يمكن المساعدة في خفض نسبة الإصابة بالسرطان؟
للمساعدة في خفض خطر الإصابة بالسرطان، يمكن للجميع الاستفادة من النصائح الصحية المدعومة بالأدلة مثل تناول نظام غذائي متوازن، والحصول على الكثير من التمارين الرياضية، وعدم التدخين أو شرب الكحول بكثرة.
ولكن في النهاية، تختلف فرصة كل فرد في الإصابة بالسرطان؛ حيث إن بعض الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر محددة – مثل العلامات الجينية أو التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان – يجب عليهم استشارة الطبيب بشأن الفحص المبكر وغيره من التدابير الوقائية، كما أن الحصول على بداية مبكرة يمكن أن يكون أمرًا بالغ الأهمية، لأن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسرطان غالبًا ما يتم تشخيصهم في وقت مبكر إلى حد ما من الحياة.
وإذا كنت أحد الوالدين أو تفكر في أن تصبح واحدًا منهم، فيجب أن يمتد قلقك بشأن الإصابة بالسرطان المبكر إلى أطفالك؛ حيث تؤكد الدراسات العلمية إن تدخين المرأة ونظامها الغذائي واستهلاك الكحول والسمنة أثناء الحمل قد تلعب دورًا في خطر إصابة طفلها بالسرطان في المستقبل، ولهذا فإن توفير وجبات صحية لأطفالك، والحد من الأطعمة المصنعة والسكرية في وجباتهم الغذائية، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، ومراقبة وزنهم وتجنب تعرضهم للتدخين السلبي قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان في المستقبل في وقت يكونون فيه صغارًا جدًا لاتخاذ خيارات جيدة لأنفسهم.