العلامات: كوفيد-19، الموجة الثانية
تدهورت المؤشرات الرئيسية لرصد وباء كوفيد-19، ولاحظنا مؤخراً زيادة في معدل إيجابية الاختبارات، ووجدنا حالات شفاء كبيرة للغاية، ونسبة وفيات عالية في المستشفيات كذلك. وقد قال إيمانويل ماكرون في 28 أكتوبر قبل إعلان الإغلاق الثاني للفرنسيين “ستغمرنا موجة ثانية ستكون بلا شك أقوى وأكثر فتكًا من الأولى”. بجانب ذلك يواصل الخبراء حول العالم التعبير عن خوفهم من أن تكون الموجة الثانية من فيروس كورونا أكثر فتكًا من الأولى، كما تنتظر جميع الدول بفارغ الصبر وصول اللقاحات لحد هذه الأزمة. ستجد في هذه المقالة 6 معلومات يجب أن تعرفها قبل الموجة الثانية من كوفيد-19.
لنتعرف أولاً على طبيعة الموجة الثانية
نتحدث عن الموجة الثانية بعد ظهور أعداد إصابات جديدة بفيروس كورونا. سابقًا كانت الأعداد قد انخفضت لفترة من الوقت، وها هي تعود من جديد. يمكننا تشبيه هذا الوضع بموجات البحر، التي تأتي بسيطة ثم تلحقها موجات متتالية مندفعة، قد يكون حالنا مع الفيروس كذلك؛ حيث يزداد عدد الإصابات ثم ينخفض مرة أخرى والعكس وبالتالي فإنه من الممكن حدوث موجة ثانية بعد مرور فترة طويلة، قد يكون استقر خلالها عدد الحالات نوعًا ما.
وهناك أسباب عديدة لحدوث موجة ثانية فعلى سبيل المثال يمكن الفيروس أن ينتشر مرة أخرى مع انتهاء الحجر الصحي أو يمكن أنن يجلبه المسافرون من الخارج، ويمكن أيضاً تسهيل انتشاره من خلال عودة موجة البرد. من المحتمل أن يكون الفيروس قد تطور بسبب كل ذلك، وأصبح أقوى وبالتالي يُصبح أكثر انتشارًا.
ما هي مخاطر الموجة الثانية من فيروس كورونا؟
على الرغم من أنه نفس الفيروس، إلا أن الخبراء يقولون أن من المرجح أن تكون الموجة الثانية من كوفيد-19 خطيرة ومدمرة ومن المرجح أن تستمر لفترة أطول بكثير في حالة عدم تفعيل لقاح فعال.
كما يتوقع ارتفاع معدل الوفيات وعدد الإصابات، وبما أن سعة الأسرّة في المستشفيات خاصة في وحدة الإنعاش لا يمكنها مواكبة تطور المرض الذي لا يمكن للأسف السيطرة عليه، لذا فإن أكبر مخاطر الموجة الثانية هو انهيار النظام الصحي.
ما الذي يمكن فعله لتجنب إطلاق موجة ثانية؟
تعتمد حياة المواطنين واستقرار الدول على الوضع الوبائي الحالي وهناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها للمساهمة في مواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا ولإبقاء الخطر منخفضا. تشدد منظمة الصحة العالمية على ضرورة ضمان احترام التدابير الصحية، بما في ذلك ارتداء القناع، وهو أمر ضروري يحمينا ويحمي بالأخص الأشخاص الأكثر ضعفاً.
يجب علينا أيضًا احترام التباعد وتجنب كل التجمعات لأن خطر العدوى يزيد كلما اقترب احدهم من شخص مصاب آخر، من المهم أيضًا غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو باستخدام معقم اليدين الذي يحتوي على نسبة من الكحول.
ثبت مؤخرًا أن الفيروس يمكن أن يبقى على الأقمشة لبضعة أيام، لذلك يجب غسل الملابس بانتظام أيضاً.
أخيرًا، وفي حالة ظهور أعراض فيروس كورونا علينا أو على أحد اقربائنا، يجب إذن عزل أنفسنا في غرفة منفصلة وعدم مغادرة المنزل لمدة 14 يومًا.
تقلل هذه الإجراءات بشكل كبير من عدد الإصابات التي يمكن أن ينقلها الشخص إلى أعضاء آخرين في المجتمع.
هل الموجة الثانية مختلفة عن الموجة الأولى؟
تظهر اتجاهات جديدة للوباء في هذه المرحلة من الجائحة. على الرغم من تأثر جميع الفئات العمرية، فإن انتشار الوباء لم يكون ملحوظًا بشكل خاص بين الشباب في الموجة الأولى، في حين أُصيب به من هم دون سن الأربعين، ويمكن تفسير ذلك لعدة أسباب. فمن ناحية، قد تغيرت قدرات الفحص بشكل كبير منذ بداية الوباء. إذ أن الاختبارات كانت محجوزة في البداية للمشتبه بهم فقط، أما الآن فهي واجب على الجميع، لأي شخص كان على اتصال بحالة إيجابية أو ظهرت عليه أعراض المرض.كما لاحظنا مع بداية الصيف حالة تراجع تدريجية في التدابير الوقائية، خاصة بين الشباب بجانب رغبتهم الكبيرة في العودة مجدداً إلى حياتهم المعتادة قبل انتشار هذا الفيروس.
ما الذي يمكن فعله لتجنب إطلاق موجة ثانية؟
دمرت جائحة كورونا الأسر المعيشية والمجتمعات المحلية والناس في جميع أنحاء العالم. وقد طال ذلك المجتمعات النائية، والمناطق الحضرية وكل القطاعات ولا شك أن هذه الجائحة قد دمرت الوظائف، وأثرت على صحة الناس البدنية والعقلية، وأبعدت الأطفال من المدرسة ولذلك يجب على جميع البلدان التأكد من مراعاة جميع التدابير والقيود الصحية حتى لا يؤدي عدم الإلتزام بها إلى اندلاع موجة ثانية. كما يجب رفع الإجراءات والقيود الصحية على مراحل، وإدخال وسائل جديدة لمكافحة الفيروس.
هل يجب الحصول على اللقاح للجميع؟
يشعر العديد من الخبراء الطبيين بالقلق من انتشار الموجة الثانية من فيروس كوفيد-19 في الخريف قد يتزامن مع موسم الأنفلونزا. لأنه إذا انتشر الفيروسان في نفس الوقت، فسوف تفيض المستشفيات بسرعة بالمرضى وتتفاقم بالتالي سيسوء الوضع تمامًا، لأن النظام الصحي في دول العالم العربي ليس متطوراً كنظيره في الغرب. وقد صرحت منظمة الصحة العالمية أنه مع استمرار جائحة كوفيد-19 والمخاوف بشأنه، واحتمالية أن تُزيد عدوى الإنفلونزا من التعب و العبء الملقى على عاتق العاملين في مجال النظام الصحي، بضرورة إعطاء الأولوية القصوى لهؤلاء العاملين ولكبار السن في الحصول على لقاح الأنفلونزا هذه السنة، خاصة أن بعض الدول ستحصل على كميات محددة من هذا اللقاح، وذلك لأن الكبار في السن يتعرضون إلى خطر أكبر بكثير للإصابة بأمراض وخيمة و التي يمكن أن تسبب وفاتهم مقارنة بالشباب، لذا سيساعد اللقاح في تقليل المخاطر التي تتعرض لها هذه الفئة من السكان.
هل تستطيع الدول العربية تحمل إعادة احتواء أخرى للفيروس؟
إن أضرار الحجر الصحي كانت خطيرة على الاقتصاد في المرحلة الأولى، وكما ذكرنا أعلاه فإن النظام الصحي في معظم الدول العربية متدهور للغاية، وقد لاحظنا أن العديد من الدول العربية ما زالت مثقلة بالديون بعد هذه الموجة الأولى وبحاجة لإنقاذ اقتصادها. يمكن لقرار إعادة الاحتواء أن يساعد، بالتأكيد، في تقليل عدد الإصابات بالفيروس ولكنه سيكون في الوقت ذاته قرارًا ذو حدين وصعب للغاية بالنسبة لاقتصاد البلدان، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في القطاع غير الرسمي والذين ليس لديهم الحق في اللجوء إلى مساعدات الدولة.
أكثر المناطق التي سجلت إصابات في العالم العربي
لم تسلم جميع دول العالم من فيروس كوفيد-19، ولا يبدو أن الإجراءات التي يتم اتخاذها في الدول العربية، وخاصة الإجراءات الوقائية منها (إيماءات الحاجز، حظر التجمعات، وارتداء الأقنعة) كافية لمكافحة هذا الوباء بشكل فعال. وبشكل عام يعد العراق البلد الأكثر تأثرا في العالم العربي بالإصابات، والثالث في آسيا بعد الهند وإيران، وتليه المملكة العربية السعودية والمغرب والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت وعمان ومصر … وهذه البلاد تعلن عن أعداد اصابات أكثر وأكثر كل يوم.