Site stats ≡ ما هي أخطر مشاهد فيلم “المهمة المستحيلة” التي كسرت كل القواعد؟ ➤ Brain Berries

ما هي أخطر مشاهد فيلم “المهمة المستحيلة” التي كسرت كل القواعد؟

Advertisements

منذ سنوات عديدة وحتى يومنا هذا،  ارتبطت سلسلة أفلام “المهمة المستحيلة” في العقل الجمعي العالمي بالجرأة السينمائية، والسعي الدؤوب وراء مشاهد حماسية ومثيرة تتحدى كل قواعد الجاذبية والمنطق، بل وتتحدى في كثير من الأحيان مفهوم الحدود البشرية.

 ومع زيادة الترقب العالمي لفيلم “المهمة المستحيلة: الجزء الثامن، يستعد قطاع السينما والجمهور على حد سواء لمخاطر جديدة وغير مسبوقة كشف عنها توم كروز وفريقه، مشاهد جريئة للغاية لدرجة أنها تَعِد بتحطيم كل قاعدة راسخة في صناعة الأفلام، ويمكن القول أن  هذه المشاهد الافتراضية ليست مجرد مشاهد استعراضية؛ بل تمثل التزامًا خطيرًا ومثيرًا بالأصالة يُعيد تعريف جوهر سينما الحركة.

فيلم مهمة مستحيلة ومحاولة كسر قاعدة المسافة الآمنة

هل سبق لك أن تخيلت أن بطلًا من أبطالك المفضلين في أفلام الأكشن سبق له وكسر قاعدة “المسافة الآمنة” بشكل جذري؟ تخيل أن إيثان هانت بطل الفيلم الذي يجسد دوره الفنان الشهير والمحبوب توم كروز، لا يتسلق ناطحة سحاب فحسب، بل يُنفذ قفزة حرة من ارتفاع شاهق دون مظلة، معتمدًا على لقاء جوي دقيق في اللحظة الأخيرة مع طائرة تصعد بسرعة.

وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم الخطر هنا يتجاوز الجانب المادي؛ إنه هجوم نفسي على الجمهور، الذي يدرك تمامًا ميل توم كروز للحركات الخطرة العملية، وسيدرك تمامًا هامش الخطأ الضئيل أو قاعدة المسافة الآمنة المنتهكة.

اللعب النفسي الخفي على مشاعر الجماهير

 هناك العقد الخفي بين المخرج والمشاهد الذي يضمن للممثل درجة من الأمان، والحقيقة أن الجزء الثامن من فيلم مهمة مستحيلة سيقضي على تلك الراحة، مُسببًا توترًا وقلقًا شديدًا يكاد يكون لا يُطاق نابعًا من مخاطرة حقيقية وواضحة؛ حيث إن هناك تعقيد كبير في تصوير مثل هذا المشهد، والذي ارتكز بالأساس على تنسيق أجسام متحركة متعددة على ارتفاعات شاهقة، ومقاومة الرياح ، وتحقيق توقيت مثالي، ويمكن القول أن هذا الأمر يعد إنجازًا هندسيًا وإنسانيًا هائلًا، يكسر القواعد.

كسر قاعدة البيئات المتحكم بها

ثمة قاعدة شهيرة للغاية في التصوير السينمائي، وهي قاعدة البيئة المتحكم بها، إذ يجب على المخرج وطاقم العمل أن يسيطر سيطرة كاملة على بيئة التصوير من أجل حماية الممثلين والحفاظ على أرواحهم، والحقيقة أن فيلم المهمة المستحيلة في جزئه الثامن يتحدى قاعدة “البيئات المُتحكم بها” تخيّل مشهد مطاردة، ليس في شوارع المدينة أو في موقع تصوير مُحكم، بل عبر منطقة كوارث طبيعية نشطة ومتقلبة – ربما نهر جليدي منهار أو ثوران بركاني حقيقي. 

حين تتحوّل الطبيعة إلى بطلٍ وعدو في آنٍ واحد

وهذا ليس خدعة رسومية حاسوبية؛ إنه دمج لقوى بيئية حقيقية وغير متوقعة في السرد، مما يُجبر الممثلين وطاقم العمل على التفاعل مع مخاطر حقيقية وعفوية. ومكمن الخطر هنا هو في فقدان السيطرة وضرورة التعامل الفوري مع الفوضى، وهذا من شأنه أن يُخالف القاعدة الأساسية لتصميم الإنتاج: أن يكون كل عنصر مُخططًا له ومُتحكمًا فيه بدقة. بدلاً من ذلك، يميل الفيلم إلى قوة الطبيعة الخام والجامحة، مُحوِّلًا البيئة نفسها إلى خصم لا يُمكن التنبؤ بسلوكه.

وهنا يثور تساؤل مهم حول المسائل الأخلاقية للتصوير في مثل هذه الظروف. حتى مع اتخاذ أقصى الاحتياطات، تُعد المخاطرة قرارًا مثيرًا للجدل ومُخالفًا للقواعد، مما يرفع مستوى المخاطر إلى ما هو أبعد بكثير من صناعة أفلام الحركة التقليدية.

ولكن في نهاية المطاف، تظل هذه المشاهد الخيالية تُجسّد روح فيلم “مهمة مستحيلة”: سعيٌ دؤوبٌ لتجاوز الحدود، وإعطاء الأولوية للإثارة الحسية والعميقة على حساب الوهم الرقمي. فالقواعد التي يكسرها المخرج لا تتعلق فقط ببروتوكولات السلامة، بل تتعلق أيضًا بأعراف السرد السينمائي. ولهذا، لن يُقدّم فيلم “مهمة مستحيلة 8” إثارةً لا مثيل لها فحسب، بل سيُؤكّد أيضًا مكانته كسلسلة أفلام مستعدة للمخاطرة بكل شيء من أجل تجربة سينمائية لا تُنسى، تُخالف القواعد بحق.