يعتبر تناول العلاقات الأسرية في الدراما العربية الحديثة من الموضوعات الهامة؛ لأنها تعكس التغيرات المجتمعية وتطور دور الأسرة في الحياة الحديثة، خاصًة أن الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تشكل شخصيات الأبناء ونموهم في العالم العربي، وبالتالي تشكل المجتمعات في نهاية الأمر. في هذا المقال سنلقى نظرة على بعض المسلسلات الأسرية في الدراما العربية الحديثة ونرى كيف عكست التغيرات المجتمعية بشكل كبير على شاشات التلفزيون.
مسلسل الفصول الأربعة
يعتبر هذا العمل من أهم المسلسلات السورية التي عكست التغير داخل المجتمع السوري، ورغم أنه يتناول الحياة اليومية لأسرة شامية إلا أنه يقدم لك بكل انسيابية، معظم عادات وتقاليد المجتمع السوري، وهذا المسلسل يتناول قصة ثلاثة أجيال متعاقبة؛ جيل كبار العائلة والأبناء والأحفاد، ولا يقصد بالفصول الأربعة هنا تغير المناخ ولكن المقصود به هو تخيل شكل المجتمع السوري على مر السنوات.
مسلسل ساق البامبو
بُنيت أحداث هذا المسلسل على رواية “ساق البامبو” للكاتب الكويتي الشهير سعود السنعوسي والتي فازت بجائزة البوكر العربية خلال عام 2013، وقد أثار هذا المسلسل جدلًا واسعًا في الكويت لأنه يحكي قصة شاب ولد من أب كويتي وأم فلبينية، ويعكس المسلسل بشكل كبير التغيرات المجتمعية في الخليج خاصة فيما يخص العمالة الفلبينية وقضية البدون، وقد رفضت الرقابة الكويتية هذا المسلسل ولهذا تم تصوير أحداثه بين الفلبين ودبي.
مسلسل جروب العيلة
مسلسل جروب العيلة هو إنتاج ورشة مصنع الحكايات للمؤلف هاني سرحان، التي تركز على تناول واقع الأسرة المصرية؛ وتسرد قصص المجتمع المصري من خلال ثلاث أعمال؛ مسلسل جروب العيلة وجروب الماميز وجروب الدفعة، ويحاول مسلسل جروب العيلة تسليط الضوء على قضية السوشيال ميديا وتأثيرها الممتد داخل المجتمع المصري.
مسلسل العيلة دي
تدور أحداث هذا المسلسل حول أب عاد من الغربة إلى بلده مصر وقرر الاستقرار مع أبنائه ولكنه يفاجئ بأنه غير قادر على التواصل معهم نهائيًا، ويتناول هذا المسلسل قصة صراع الأجيال بين الآباء والأبناء خاصة حين يكون الأب غير متواجد في حياة أبنائه منذ الصغر وبالتالي تركهم سنين طويلة ثم عاد ليمارس دوره الأبوي، ولكن الأبناء كانوا بالفعل قد اعتادوا على عدم وجوده أو بالأحرى اعتادوا فقط على تجسده المالي في حياتهم من خلال المصروفات فقط.
مسلسل تحت الوصاية
تعكس أحداث مسلسل “تحت الوصاية” الواقع المرير الذي تعيشه المرأة المصرية؛ حيث نجد بطلة المسلسل التي جسدتها الفنانة منى زكي تلعب دور سيدة بسيطة تُدعى حنان مات زوجها وترك لها طفلة رضيعة وطفل يبلغ من العمر تسع سنوات، بموجب القانون المصري يعتبر الجد هو الوصي على الأطفال ولهذا ليس من حق الأم أي شيء ولا حتى نقل أولادها من المدرسة أو التصرف في أموال زوجها المتوفي، تقرر الأم التي ضاقت ذرعًا بتصرفات الجد التي لا تطاق والذي حرم حفيده من لعب الكرة، أن تأخذ مركب زوجها وتهرب من البيت، ولكنها تفاجئ بأن السيدات ليس مسموح لهن بالصيد في أعماق البحار، تحارب حنان من أجل أطفالها ولكن العم لا يتركها لحال سبيلها، في النهاية يحترق المركب وتُسجن حنان.
مسلسل ضبو الشناتي
تدور أحداث هذا المسلسل السوري في إطار من الكوميديا السوداء ويحكي عن الواقع السوري بعد الحرب؛ حيث نرى قصة عائلة “خليل وفيحاء” تلك العائلة التي تشمل كل مكونات المجتمع السوري فيما يخص موقفهم من الحرب في سوريا، ورغم تباين موقفهم من كل ما يحدث في سوريا إلا أنهم جميعًا يضطرون إلى مغادرة سوريا بسبب عبثية أحداث الحرب.